التقاعد والاستقالة…ومرصد الاشاعات
طلال سعود المخيزيم
al.mu.khaizeem@hotmail.com
زادت في الآونة الأخيرة موجة التقاعد، والتخلص من الوظيفة في كم الشائعات الهائل الذي مر من أخبار متداولة ليس لها مصدر، الا كلاماً مرسلاً يتداول بين الأوساط، محققاً تلك التصدعات والهلع بين الناس كما رأينا في إلغاء نهاية الخدمة، وتقليلها ومن تلك الأخبار الغير صحيحة التي أخذت صدى كبير في منصات التواصل الاجتماعي، وكافة أحاديث الناس التي أنعكست على حياتهم اليومية في مراجعة المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية لانهاء اجراءات التقاعد قبل تطبيق ودخول تلك الاخبار حيز التنفيذ، لتسود تلك الاخبار أوساط الناس في جو يسوده القيل والقال وتلك الخفافيش التي تبث معلومات ليس لها مصدراً ولا مرجعاً، مما حول الشارع العام الى مرثون استقالات وتقاعد يريد كل منهم ان ينهي حياته الوظيفية قبل فوات الأوان.
كما ان تلك الجهات والوزارات، وعلى رأسها المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، قد خرجت بتلك التوضيحات من منصاتها الرسمية، بتعرية صحة تلك الاخبار المتداولة، والتثبت من المصادر الرسمية وعدم الانجرار خلف تلك الاخبار التي يريد مثيريها غربلة الشارع العام والسلام، من غير اكتراث للحقيقة وطبيعة تلك الاخبار في حقيقتها وجوهرها، ليخرج الناطق الرسمي باسم الحكومة بنفي ذلك وقبله تلك الجهات الحكومية والوزارية بعدم صحة ودقة تلك الاخبار المغلوطة، ليعود الأكثرية إلى رشدهم في العدول عن اجراءات التقاعد، والتثبت بمزيد من الدقة لما هو متداول ويؤخذ من هذا العالم الإلكتروني المفتوح على مصراعيه، لكل من هب ودب في اختلاق الاخبار واشغال الناس وادخالهم في دوامة هم في غنى عنها مع كمية القرارات الاخيرة المتخذة بحزم وعزم يراها ويقرأها المواطن في كل أسبوع ويومياً في الوسائل التواصل المرئية والمسموعة والمقروءة.
على من يصنع ويختلق تلك الاخبار مجهولة المصدر والمسار، لتكن حريصاً على أفراد مجتمعك بالحقيقة والفائدة، التي تمس الصحيح ولا تلامس المغلوط والبعيد عن ساحة الصواب، فالمصلحة العامة وراحة بال الأباء والأمهات والاخوان والاخوات وكافة المواطنين أولى وأجدى من تلك المهاترات التي لا تزيد الا اشغالاً في غنى عنه، فالحقيقة والمصادر الرسمية هي ديدن الناصح والناقل الأمين، فكن اميناً في تداولك وتراسلك للاخبار، بعيداً عن ذلك الذباب الإلكتروني المقيت، وكن مسؤولاً عن من حولك ليسود المجتمع ذلك الأمان في تلقي كل ماهو صحيح غير ملوث بتزيف والبعد عن الواقع.
لتكن سداً منيعاً للشائعات، ممراً جميلاً للحقيقة وتوابعها، فليس كل من كتب خبراً يكون صحيحاً الا بعد مروره وتدارسه من كافة المصادر المتاحة، لتحمي الناس والمجتمع من اثاره، وتجنب الجو العام تشنجاً لا أساس له من الصحة، سوى اشغال فكري وبدني في مراجعة الجهات والقطاعات ليخوض في تلك الدهاليز الكاذبة، مضيعاً وقته الثمين وجهده القويم في سراب لم يعد حقيقة ولا صواب، ليكون ذلك الحس الوطني والأدبي في استشعار قيمة الحقيقة في معناها وقيمتها التي تزرع لدى الجميع المصداقية والمسار الحقيقي السليم.