عودة المدارس …وميادين العطاء
طلال سعود المخيزيم
al.mu.khaizeem@hotmail.com
ها هي أجراس المدارس تُعاود الرنين من جديد، ايذاناً لعودة المعلمين والمعلمات والهيئات الادارية أولاً، ومن ثم الطلاب والطالبات ليلتحقوا بمقاعد الدراسة واستكمال تحصيلهم العلمي، رافعين شعار العلم والتعلم ليكونوا شعاراً براقاً للوطن في المستقبل القريب، من خلال تلك المثابرة والجد والاجتهاد لذلك التحصيل والمشوار الدراسي الذي يستحق العناء.
تعود تلك الفصول وتلك الساحات للتدريس وأنشطة الطلاب، وتلك الطاقات المختلفة التي تحتاج من يحتويها ويصقلها، سواء كانت حركية بدنية أم عقلية تحليلية، مما يجعل كل تربوي وتربوية على طريق الاستثمار الحقيقي المتوج بالأجر، والثواب باذن الله لما يزرعونه من قيم وأخلاق وطاقات تثمر المجتمع وتعلي من شأنه، من خلال صقل وتخريج شخصيات لها بصماتها في المجتمع، وهذه هي الجهود المحمودة والرسالة العظيمة التي يحملها المعلم وتحملها المعلمة ويتميزون عن غيرهم بهذه الخصال السامية والعطاء المستمر.
يعود ذلك العطاء، وذلك البذل الذي هو رسالة قبل ان تكون وظيفة تنبع من قلب التربوي الحريص والتربوية الحريصة، المستشعرين لقيمة ذلك العمل ونتائجه فيما بعد، والذي يتذكره الطالب وتتذكره الطالبة وان طالت السنين، فكم منا يتذكر معلماً كانت له بصمة وآثر في السنوات السابقة، ومعلمة كانت لها بصمتها في نفس الطالبة لتكون قريبة مقربة لقلوب الطالبات، راسمة تلك اللوحات الجميلة والقدوات المحمودة التي بلا شك تصقل من تلك الشخصيات المتنوعة، لتكون مثالية ومعطاءة للخير في المجتمع وهذا ما يجعله محصناً من هجمات دخيلة، ومؤمناً بدروع وسمات زُرعت من أيادي هؤلاء المعلمين والمعلمات، فكيف لا وقد دعت الكائنات في البحار والأراضي لمعلم الناس الخير، فهي مكانة كبيرة وعظيمة لقائد ومهندس التربية وشخصيات المتعلمين والمتعلمات.
ليكن الإخلاص وابتغاء وجه الله هو الهدف الأسمى، ورسالة التعليم والتربية لها رونقها الخاص، المنسجم مع العطاء الدائم وبذل الجهد والوقت، في ارساء التعليم ومناهجه، وتثبيت قواعد التعامل والأخلاق، والقرب من شخصية الطالب والطالبة لرسم أجمل الخصال والطباع التي ستكون مطبوعة في تلك الشخصيات المختلفة على مر السنين، وهذا هو الاستثمار الحقيقي المبني على الرسالة التربوية التي يحملها كل معلم ومعلمة، فقط لمن أخلص بعمله وجعله ابتغاء وعمل لوجه تعالى عزوجل.
لتكن البيئة المدرسية ذات طابع جذاب ومحبب، ليكون هذا الميدان التربوي بيتاً آخر يستمد منه الطلاب كل أشكال التربية والقدوة الحسنة، المصاحبة لعملية التدريس والتعلم، فجميعها تدور في فلكٌ واحد يتخذه المعلم بأفضل وأحسن صورة، تنعكس على شخصية الطالب والطالبة مولدة ذلك التجاذب والحب للذهاب للمدرسة، وهذه هي الأهداف التي يجب أن تتخذ مِن بداية أول يوم دراسي، فمتى ما أحس الطالب بذلك الامان والراحة، متى ما كان مندمجاً ومنسجماً للتعلم والاستزادة من كل بساتين العلم المختلفة، محققاً لذاته ما تستحق، رافعاً رأس أهله وذويه بالتحصيل العلمي المثالي، محققاً وعاكساً لما جُبل فيه وتربى عليه.
عودة ميمونة لجميع العاملين في الحقل التربوي، مع كامل الأمنيات بالتوفيق والنجاح والسداد للطلبة والطالبات ليرفعوا شأن الكويت في القادم من السنوات.