استاد جابر…العراقة بالاسم والفشل في الادارة والتنظيم
طلال سعود المخيزيم
al.mu.khaizeem@hotmail.com
لقد ساء الشارع الكويتي وبالأخص الرياضي ما حدث خلال ايام في مباراة منتخبنا الوطني لكرة القدم مع نظيره العراقي على استاد جابر الأحمد الدولي، ضمن تصفيات كأس العالم 2026 لقارة آسيا، وكان العراق ضيفاً عزيزاً على ارض الكويت الطاهرة، وتباين ورونق تلك الروح الرياضية من الجانبين، مما يسهم ويؤكد بتلك العلاقات التي تجمع الشعبين، ونبذ كل أواصر الفرقى والفتنة من ابواق تريد الشر للشعبين الشقيقين، فلم تغب الروح الرياضية والمنافسة الشريفة والتي أُختتمت بالتعادل السلبي وخروج المنتخبين (حبايب) لنقطة في رصيد كل منتخب.
الا ان ما حدث من سوء تنظيم وعدم وجود ما يسهم في بقاء الجماهير من مياه ونحوها، مع الرطوبة العالية والحر الشديد، جعل من الأجواء غير مريحة وبات ذلك واضحاً عندما اوقف الحكم الياباني المباراة في الشوطين لدقائق كي يتناولون اللاعبين المياه ويسترجعون انفاسهم التي كانت مع ذلك الجو الحار المفعم بالرطوبة، ومما زاد الطين بله ذلك التنظيم والذي ألقى بظلاله على الجماهير الرياضية مما ساهم بخروج العديد بين الشوطين، مع وجود نقص في المنتخب العراقي وترجيح كفة المنتخب، الا ان الطقس وما صاحبه من منع مياه وتشديد في الأمن كان عاملاً مساهماً في العودة للمنزل، وهذا ما حصل بشهادة ومقابلة العديد من الجماهير الحاضرة.
من المسؤول عن ذلك؟ وما هي الاستعدادات المفترض ان تكون ولم تكن مع العلم بعلم موعد المباراة وجدولتها منذ وقت كافي؟ الا ان ذلك لم يكن وكانت الجماهير فوق بعضها عند البوابات وتسلق الأسوار وهذا ليس خفياً على أحد من خلال المقاطع المتداولة وتصريحات العديد من الجماهير الرياضية، الحزينة بما شاب هذه المباراة الحساسة و (الديربي) القديم الذي يتجدد مع تواجه المنتخبين في كل مناسبة وبطولة ولقاء.
يجب محاسبة كل من اشرف وخطط لهذا التنظيم، ورصد كل خطوط القصور ومواطن الخلل وعدم تكرارها في القادم من المناسبات، فهناك العديد من المباريات القادمة مع الدول الصديقة والشقيقة ضمن هذه التصفيات على أرضية استاد جابر الأحمد الدولي، وعدم تكرار ما حصل من ضعف تنظيم وعشوائية باتت واضحة بعد المباراة من تذمر الجميع ولو حاول البعض تلميع ذلك، الا انه مقصراً في واقعية مواطن الخلل التي عصفت بهذه القمة الكبيرة والتي أخذت صدى اعلامي كبير على مدار أسابيع.
أصبح لزاماً على وزير الشباب احالة كافة المنظمين للجان تحقيق، واخذ اقوالهم وتشخيص مواطن الخلل وعدم تكرارها، فاضافة الى مباريات مرتقبة ضمن هذه التصفيات، هناك كأس الخليج والذي يجمعنا مع الأخوة والاشقاء، فهل الاستعداد على ماهو عليه وما حدث بالأمس؟ الجواب عند القائمين والمنظمين ان يراجعون انفسهم ويضبطون أعمالهم مع تشكيل لجان محاسبة من قبل الوزير عبدالرحمن المطيري.
الكويت تستحق الكثير، فالإمكانيات موجودة والطاقات متوفرة، الا ان توظيف تلك المقومات هو التحدي الأكبر الغائب تماماً في المباراة الماضية، يجب ان تكون وقفة المسؤولين وعلى راسهم معالي الوزير جادة، وعدم مرورها مرور الكرام، فالكويت هي البقاء وبقاءها ينسجم مع ظهورها بأجمل صورة للدول الشقيقة والصديقة في بلدهم الثاني الكويت، كويت الشموخ والعزة والكرامة، حفظها الله من كل متخاذل وكل متربص انه ولي ذلك والقادر عليه.