العمل التعاوني…صمام أمان المجتمع
طلال سعود المخيزيم
al.mu.khaizeem@hotmail.com
في كل منطقة جمعية تعاونية، تجمع مجالس الادارات المنتخبة والمساهمين قاطني تلك المناطق، وهي القلب النابض لجميع الانشطة والمبادرات والدعم الذي ينبثق من العمل المتناسق والمتبادل مابين تطوع ورغبة في تغير كل ما يُلاحظ من خلل، وتحويله لتطور يرجع بالايجاب للمنطقة وساكنيها، في مختلف المجالات سواء كانت جمالية للمرافق والحدائق، أم اقتصادية في تخفيضات وعروض أسعار مناسبة للخدمات المقدمة لأنشطة وأندية ومعاهد ونحوها، وغيرها من الأمور الكثيرة التي يسهم بها العمل التعاوني في زرعها وخلق بيئة عمل حيوية تُأسس تلك المبادرات والتطلعات التي تحفز الجميع ويعود مردودها للمصلحة العامة الخاصة بأهالي المنطقة ومساهمي الجمعية التعاونية.
كثير ما نرى ذلك التنافس بين الجمعيات المختلفة، في المواسم سواء المدرسية أو البرية كالمخيمات وغيرها من المواسم الدورية، في تلك العروض وكما يُقال(الزين عندي والشين حواليني) مما يسهم في تنافس مبهر لكل تعاونية ان تبهر مساهميها وروادها بالأفضل، بالخدمات والاجتهادات والعروض بمختلف أشكالها، مما يسهم في خلق تلك البيئات التعاونية الداعمة للمجتمع والمكملة له، وبالأخص بتلك المبادرات المجتمعية العديدة التي نرى فيها مشاركة فعالة من أهالي المناطق في دعمها والخوض فيها، ايماناً بتلك المبادرات وقيمتها العظيمة في اعلاء همم الغير، وتكريس تلك الطاقات بما يعود بالمنفعة على المنطقة وروادها وساكنيها، مما يؤكد من دور العمل التعاوني وحثه للجميع على مد يد التعاون لمختلف المجالات التنموية والمجتمعية النابعة من أساس تعاوني مجتمعي تندمج فيه أيادي الأهالي والعاملين لهدف واحد ومصلحة وحدة يكون نتاجها على أرض الواقع بوضوح وجمال يعكس رغبة الجميع في حب العمل التطوعي والرغبة دائماً في التغير للأفضل.
يشكل العمل التعاوني، والذي يمثله بشكل خاص مجالس ادارات الجمعيات، والتي أتت باختيار أهالي ساكني تلك المناطق، صمام أمان تلك المبادرات التي تنخرط مع رغبة الأهالي في التطوير وتحسين كل ما يصب بالمنفعة والتقدم لرفاهية قاطني تلك المناطق، وهذا هو المحك الأكبر لمدى نجاح العمل التعاوني من عدمه، من خلال توحيد الجهود بين القطاع التعاوني والمواطنين والمقيمين مما يجعل العمل التعاوني حاضراً قولاً ومعنى، ومن ثم زرع روح المبادرة في نفوس الجميع بالمحافظة على كل المرافق والممتلكات، والمساهمة في وضع الحلول المختلفة للمشكلات قاطبة.
يبقى العمل التعاوني نواة ازدهار المجتمع وتطوره، متى ما وسدت مجالس الادارات للقوي الأمين، الذي يراعي ويضع مصلحة أهالي تلك المناطق ومرافقها أولوية أولى وأخيرة، كان ذلك الازدهار وذلك التقدم الذي سينعكس عاجلاً غير آجل باذنه تعالى على المجتمع ككل، وكويتنا الغالية في مجمل نواحيها.