المولد النبوي…وأثره الحقيقي
طلال سعود المخيزيم
al.mu.khaizeem@hotmail.com
كثيرة هي المواضع التي أثنى بها الله عزوجل نبينا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، في كتابه العزيز والتي تمثل نبراس اتباعه في كل وقت وحين، قدوة لكل زمان ومكان خاتم الأنبياء والمرسلين رسول الرحمة والانسانية للبشرية جمعاء، لكل الأعراق والفصائل.
تحمل الصعاب والإهانات والغزوات والحروب، من أجل ارساء مبادئ الدين والأخلاق وقواعد الحياة المتكاملة الشريفة، التي لم تجعل كبيرة ولا صغيرة الا تناولتها نحو الوضوح والتسهيل، الذي يكمل ولا يشق على أمته وهذا الدين العظيم الذي بلغ به الرسالة وأدى الامانة ونشر الدين بكل تفاصيله، الذي يتطلب من المسلمين السير به والأخذ به دائماً، عبر سنته وسنة التابعين من بعده والتي تستكمل مشوار نقل وجوده ورسائله عبر الأجيال، مستشعرين تلك القيمة العظيمة والأدوار القويمة التي أسسها وبناها من خلال تعاليمه وأقواله وأفعاله وحياته المستمدة من دين الرحمة الأوحد رسالة رب العالمين للبشرية كافة.
تتمثل حياة المسلم بالطاعة والامتثال لله ورسوله، من تعاليم دينية ودنيوية تعطي المسلم صفة الكمال والتكامل الشخصي والمجتمعي الذي يضفي رونق الجمال والرضى، والتسليم للقدر خيره وشره وكل ما يحدث من كافة النواحي رافعين شعار التسليم التام لكل ما يتعلق بالدين ونبيه الأمين صلوات الله وسلامه عليه، وهذا ما يأكد بأن يوم ميلاده صل الله عليه وسلم هو يوم تذكير لديمومة خصاله وأخلاقه وتعاملاته في حياتنا العامة، الغائب عنها الكثير والناقص منها العديد الذي يحتاج إلى استكماله على جميع الأيام وصناعة ذلك النبراس الدائم المتمثل في شخصه عليه الصلاة والسلام دائماً وأبداً ولكل زمان ومكان.
أتباع سيرته وقراءتها، وتدارس حياته والسير في تفاصيلها، وأتباع ما امر وتجنب ما زجر هي الفرحة والفوز والاحتفال الحقيقي في مولده، فما الفائدة من احياء مولده وانت بعيد كل البعد عن نهجه وتعاليمه، فهذا هو التناقض الحقيقي المتمثل في انفصال الواقع عن الاعتقاد مما يتمثل الرجوع للقواعد السليمة والتمسك برسول الإسلام وخاتم الأنبياء والمرسلين محمد صل الله عليه وسلم.
كثيرة هي مواقف الرسول عليه الصلاة والسلام، وكل موقف هو قاعدة تحتاج لكتب لتبنيها لكثرة تفاصيل وأروقة معانيها، في التعامل والتعاطف والرحمة والموعظة، التي تمثل شخصية القائد المتواضع والسياسي المحنك والاجتماعي الفذ الذي يمثل قدوة عليا لكل المسلمين في اتباع كل ما يصدر منه ويُنقل عنه في الروايات والتابعين والكتب والمراجع الموثوقة.
ينبغي بأن يكون صلوات ربي وسلامه عليه في قلب وأخلاق وتعامل وحياة كل مسلم، على الدوام وفي كل حين وعدم استذكاره ليوم والسلام مما يمثل تناقضاً لا ينبغي ان يكون لمقامه وعظم مكانته الشريفة، يجب بأن يكون كما كان وسيكون عظيماً في النفوس، واضحاً على الجوارح والصروح، باعثاً نسمات الأخلاق والرحمة في ارجاء القلوب مطبقين ومستمرين لنهجه وسلكه وجميع جوانب حياته عليه الصلاة والسلام.