طلال سعود المخيزيم al.mu.khaizeem@hotmail.com يأتي الصيف وفي طياته العديد والكثير من الرسائل، منها الطبيعية والمتمثلة في الطقس الحار والذي تعودنا عليه في كل سنة، لا سيما بأن طبيعة الطقس المحلي حارة، فيأتي الصيف ليزيد من هذا الطقس المحلي ويرفع من نشوته مما يعطينا بعضاً من الدروس الربانية المهمة والممارسات البسيطة التي تعطي الفرد أجر واحتساب وتدبر.
يأتي الصيف بذلك اللهيب، الذي يذكر الانسان بنار الاخرة والتي بلا شك أضعاف هذه الحرارة، فهي لا شيء مقابل تلك الحرارة، والتي خصصت لضعاف النفوس وأصحاب الأهواء والمظالم والمعتدين، وكل من أتخذ من الظلم وبخص الحقوق سبيلاً وعادة، غير مكترث لا بمخافةالله ولا حقوق من حوله، فتلك الحرارة تذكره بحرارة الآخرة وأن يرجع لجادة الصواب والأمان ويتوب، ولا يطيل المسير في طريق معروفة نهايته ومحتم جزاءه.
فهذا الصيف وفي كل سنة، لهو درس وتذكير لحر جهنم ومدى قساوتها، مقابل ممارسات لا تعادل جناح بعوضة من مظالم وبخص حقوق وغيرها المتمثلة في دائرة الشيطان ووسواسه أعاذنا الله منه.
فمن لم يتخذ درساً ووقفة، في هذا الموضع فكل الحسرة والندامة حين أذن لعدم اتعاضه وتدبره وإحساسه بمخافة الله بكل جوارحه وممارساته.
هذا الصيف فرصة كذلك للصدقات وفعل الخيرات، من خلال إطعام الطيور والدواب، من خلال سقي الماء ووضع الحبوب والأكل، وأحتسابها كصدقة لله فهذا العمل البسيط لهو كبير في ميزانه عزوجل.
فبالمقابل، يجب تجنب المشي الطويل في الشمس الحارقة، لا سيما في وضعها العمودي ظهراً، والأكثار من السوائل لا سيما الباردة،فالصحة والمحافظة عليها أمر أساسي وضروري.
فعندما يأتي الصيف، تأتي معاه تلك الحرارة القاسية والتي يتذمر منها الكثير، فلا يجب هذا التذمر لقدرة رب العالمين وأمره، فالأحرى التدبر والتأمل، وبالأخص من هم بعيدين عن رب العالمين بإستشعار هذه الحرارة وإستحضار الحساب والصراط، واقتصاص الحقوق ومحاسبةالنفس والتي يستحضرها من يملك إيماناً راسخاً وضميراً حياً، يعيش فيه ويرمم شخصيته كل ما مر بها نزول وعتبات، فتزداد بالتقى الذي يولد للنفس سلوكاً مستقيماً للوصول الى مرضات الله عزوجل، ومن ثم الفوز بما وعد لعباده الصالحين والمخلصين، جعلنا الله وإياكم منهم باذنه تعالى.