المصدرأخبار • مسرح الطفل…بين الهزلية والمعاني الحقيقية

مسرح الطفل…بين الهزلية والمعاني الحقيقية مسرح الطفل…بين الهزلية والمعاني الحقيقية
التصنيف:
أخبار

مسرح الطفل…بين الهزلية والمعاني الحقيقية

‎ طلال سعود المخيزيم
al.mu.khaizeem@hotmail.com

الطفل هو تلك الروح التي تتلقى كل ما يوجه لها، من أدوار ومفاهيم ومعاني تلامس شخصيته وتزرع فيه تلك البذور اليافعة، من أسس ومسلمات يجب أختيارها بدقة ودراية، ومعرفة ما يجوب في محيطه مما يسهم ببناء تلك الشخصية التي يعتمد عليها المجتمع غداً، وتساهم في تنميته واستشعار مسؤوليته من خلال البناء الصحيح والجدار المتين المبني على أسس تربوية صحيحة تُحاكي واقعه المنتظر وما يجب ان يوجه له كي يحضى بكل ماهو مأمول ويُنتظر ان يكون في هؤلاء الأطفال من قيم ومعاني.

مسرح الطفل في هذه الأيام لم يعد ذلك المسرح الذي يقدم رسائل ومعاني تربوية، تسهم في اثراءه وبناءه، وتساعد على تبني وصد تلك الأمواج المتلاطمة من أفكار ومعطيات في زمننا الحالي، الذي تسوده الأفكار الضالة والأيديولوجيات المنحرفة التي تدمر شخصيات الاطفال، فسادت المسارح تلك اللوحات المليئة بالرقص بلا معنى والحركات بلا رسالة وموضوع، يساهم لزرع قيمة وآثر لدى الطفل، يُكمل معه بناء معاني العطاء والأمل الذي يثري مفاهيمه ويثقل موازينه في هذه الحياة المتسارعة والمتضاربة في كل ما تحمله من مفاهيم وعبر، تستوجب رسالة دقيقة ومعاني جلية افتقدها المسرح منذ زمن، فما كان البارحة وفي الأزمنة الماضية تغير في ما نحن عليه الآن، وأصبح مسرح الطفل لا يتسم بالرسالة المنتظرة بل أتجه للضحك واللوحات والرقص الغير مدروس، للطفل الذي يستوجب ان يكون ما يقدم له دقيق وذي رسالة كبيرة تساهم في تثبيت أسس بناءه وأعمدة اثراءه واستكمال تعميره للأفضل والأمثل.

فلا نرى سنوياً الا اللوحات الهزيلة المطعمة بلا هدف، ولا معنى يصل لمخيلة الطفل ويعطي له مفاهيم ذي فائدة، تمكنه من الخوض في عالم الأفكار الحميدة الموجه للطفل وفكره المحدود، فغابت الرسائل والأهداف، وحضر الرقص والتمادي في اللوحات، وغابت معاني مسرح الطفل التربوية السوية التي تغيرت تماماً ولا تعد كما كانت، ذي طابع تربوي محدد لا يختل في لوحات الأطفال ولا يخرج عن النص الطفولي الذي يجب ان يوجه ويخصص في آنٍ واحد.

ان الطفل بما يحمله من خصوصية يجب ان تراعى فيه سمات الطفل وكيفيه تلقيه، أين كان مسرحاً أو فلماً أو مقطعاً، وهذا واجب الأسرة في المقام الاول ومن ثم الممثلين والمخرجين ومقدمي المحتوى بأن يرسمون ما يجب فعلاً ان يقدم للطفل من لوحات ومعاني مفيدة تحمل المعاني الحميدة، وتكون بعيدة عن الابتذال واللوحات الغير مفيدة، فما يتلقاه الطفل في الوقت الراهن هو خريطة لبناء أفكاره وشخصيته، فلا يجب ان يُخط بالهزل وخطه بالمعاني الحقة من غير تردد وملل، آملين بأن يرجع مسرح الطفل كما كان عليه بسواعد الملمين بخصوصيته وايطاره المحدد.


من أخبار